حادثة "برباتي" تدفع إسبانيا إلى بحث استراتيجية جديدة مع المغرب من أجل محاربة "مافيا المخدرات"
لازالت حادثة "برباتي" التي وصفتها الصحافة الإسبانية بـ"الفاجعة" التي هزت الرأي العام في البلاد، على إثر مقتل اثنين من عناصر الحرس المدني في هجوم من طرف مافيا المخدرات، تثير نقاشا كبيرا في إسبانيا، وبالأخص حول سبل مكافحة تجارة المخدرات والقضاء على الشبكات الدولية التي تنشط في هذا المجال.
وحسب ما جاء في صدر عدد من الصحف الإسبانية، فإن المعارضة لازالت تمارس ضغوطات كبيرة على حكومة بيدرو سانشيز، وبالخصوص وزير الداخلية، فيرناندو غراندي مارلاسكا، حيث تتهمه بالتقصير بشأن توفير الوسائل اللوجيستيكية لفائدة الحرس المدني من أجل أن تكون عناصره لمواجهة كافة المخاطر والتحديات التي تفرضها مافيات تجارة المخدرات.
ووفق نفس المصادر، فإن وزارة الداخلية الإسبانية من المرجح أن تشرع في البحث عن استراتيجية جديدة في التعامل مع تحدي الشبكات الإجرامية الدولية التي تنشط في تهريب المخدرات بمضيق جبل طارق، وقد يدفعها ذلك إلى بحث المسألة مع المغرب باعتباره شريك أساسي لمدريد في مكافحة تجارة المخدرات، على اعتبار أن التهريب ينطلق من سواحل المملكة المغربية.
وفي ذات الوقت، تناقش العديد من الأطراف السياسية مقترحات عديدة في التعامل مع هذه الظاهرة، وكان في هذا السياق، قد اقترح عمدة منطقة لالينيا بجنوب إسبانيا، خوان فرانكو، في الأيام الماضية، تقنين استهلاك مخدر "الحشيش" في إسبانيا، كأحد الحلول التي يراها ممكنة للقضاء على ظاهرة تهريب المخدرات، بالنظر إلى صعوبة إيقاف تهريب "الحشيش" إلى إسبانيا انطلاقا من المغرب.
وجاء تصريح المسؤول الإسباني المذكور، بعد المأساة التي صدمت البلاد في الأيام القليلة الماضية، بعدما قُتل اثنان من عناصر الحرس المدني الإسباني في ساحل لالينيا، في هجوم من طرف مهربي المخدرات، حيث قام مهربون بصدم قارب الحرس المدني بقارب آخر سريع، مما خلف مصرع اثنين من الحرس المدني وإصابة آخرين.
وهزّ الحادث أرجاء إسبانيا، ودفع بوزير الداخلية الإسباني، فيرناندو غراندي مارلاسكا بزيارة المنطقة للاطلاع على الأوضاع، وبعث برسائل قوية يؤكد فيها دعم جهاز الحرس المدني بوسائل جديدة للتصدي للمهربين، وأكد أيضا على أن المهربين الذين ارتكبوا جريمة قتل عنصرين من الحرس المدني سيدفعون الثمن قانونيا.
وقد تم توقيف عدد من المشتبه فيهم، تبين أن من بينهم من كان على متن القارب الذي دهس قارب عناصر الحرس المدني، كما كشفت التحقيقات أن أحد الموقوفين هو الذي دبر عملية استهداف الحرس المدني، من أجل الانتقام لأحد رفقائه، كان قد لقي حتفه على يد الحرس المدني في مطاردة أمنية في الشهور الماضية.
وأكد عمدة لالينيا، خوان فرانكو، صعوبة التصدي لظاهرة تهريب المخدرات التي تعاني منها منطقة لالينيا بالخصوص، خاصة في ظل ضعف الوسائل اللوجيستيكية التي يُمكن أن يستخدمها عناصر الحرس المدني للتصدي للمهربين الذين يكونون مزودين بقوارب سريعة، وسيتخدمون طرقا عنيفة في مواجهة عناصر الحرس المدني.
وقال فرانكو أن تقنين استهلاك مخدر "الحشيش" كاستهلاك الخمور والسجائر، يُمكن أن يساهم في القضاء على هذه الظاهرة التي تُشكل خطرا على عناصر الأمن، مشيرا إلى أن اعتقال المهربين لا يُجدي نفعا، في ظل وجود مهربين آخرين يدخلون إلى الميدان.